قصة تحمل في طياتها عبرة:يُحكى أنّه كان هناك فقيران ، ضَحِكَت الحياة لهما عندما وجدا عملاً بمحض الصدفة
، في قصر أحد الأغنياء ، فقد خصَّصَ غنيٌّ وزوجته غرفة بجانب القصر ، مجهزّة بكافة وسائل العيش ، ومصمّمة بفخامة قصرهما ، بشرط أن يعيش بها رجل وامرأته كي يضمنا بقاءهما جانبهما عند احتياجهما بأي لحظة .
كان عمل الزوجة داخل القصر ، يشمل التنظيف والطبخ ، وعمل الزوج خارجه، يشمل تأمين احتياجات القصر وحراسته ورعاية الأزهار والأشجار.
مضت بضع سنين استطاع بها الفقيران كسب ثقة الغنيّان، غير أنّهما كانا يقولان للغنيان كلما صاح الديك ، أنهما مدينان لهما لاحتوائهما ومعاملتهما معاملة حسنة وكأنهما قد تكَفَّلا بهما ، مما جعل الغنيّان يزدادان عطفاً وكرماً عليهما ، وأصبحا يناديهما بالوفيّان.
مع ولادة طفلتهما ، وعدهما الغني أنه سيتكفّل بكافة مصاريف دراستها ، وأن تتربّى كأنها ابنته مع ابنه الذي يكبرها بضع سنين ، ومضت ستة عشر عاماً عاشا بها برضا وسعادة ، وكانا دائِما الشكر على تلك الحياة التي نادراً ما تُمنحُ لأحد .
جاء اليوم الذي كان مفصليّاً بحياتهم ، فقد توفيّت زوجة الغني وعانى من فراغ كبير ، كونه قد عاش مُحبّاً ووفيّاً ومُخلِصاً طيلة حياته لها ، فاعتكف في غرفته لا يرى أحداً لأسابيع ، فتَكَفَّل ابنه بتسيير أعماله ، إلى أنْ تتحسّن نفسيته ويستطيع العودة إلى العمل ، لكن حالته النفسية قد ازدادت سوءاً ، مما جعل الفقيران يُقرّرَان أن يتوسّلا إليه كي يتزوج ابنتهما لعلها تُخْرِجَهُ من تلك الحالة المأساوية ، ولعلَّهما يَرُدَّانِ له جزءاً من معروفه .
كانَ عُذرهما أمام الغني مُعاكساً لنيّتهما ، فقد كانت نيتهما أن يجعلا ابنتهما سيدة القصر ، ويعيشا برفقتها أسياداً بقية حياتهما، فقد كانا يخشَيان دوماً أن يموت صاحبا القصر ، فيرميهم الابن خارجاً ، كونه كان يعاملهم بازدراء وكأنهم عبيد ، وكان دائم القول لوالديه :
-إنَّهم مُجرَّد خدم ، لمَ تلك المعاملة الحسنة ؟!
فكان زواج ابنتهما ، الناجي الوحيد لهما، والضمان لبقية حياتهما، وقبل أن يَهُمَّ الفقير بالحديث مع الغني قال لزوجته:
-لأنَّ ابنتنا قاصر ، لن نسألها رأيها ، كونها لا تعرف مصلحتها ،ونحن أدرى منها، وبذلك نستطيع أنْ نؤمن مستقبلها ونُجَنّبها حياة تشبه حياتنا، ونضرب عصفورين بحجر واحد ، فحتى وإن أكمَلَت دراستها لن تتزوج إلا من يُجارينا مادياً .
…..يتبع
الجزء الثاني قصة تحمل في طياتها عبرة:
صَعَدَ الفقير لغرفة الغني ، حاملاً معه كأس الماء ودواء الصداع كالمعتاد ، طرق الباب ثم دخل والأمل يشع من عينيه ، وبعد أن شرب الدواء قال له:
-سيدي ، أنا وزوجتي قد فُطِر فؤادنا لوفاة سيدة القصرأيضاً ، لكن حالك لم يتحسن مع مرور الوقت ، وأنا وزوجتي يعتصر الألم قلبنا لرؤيتك بهذا الحال، فلم نستطع أن نبقى مكتوفي الأيدي، و لم نجد حلاً لمساعدتك على خروجك من حزنك سوى أن نتوسّل إليك أن تتزوج ابنتنا ، لعلها تساعدك حتى على التخفيف من مُصابك.
-ويحك ، إنني اعتبرها ابنتي ، كيف أتزوجها ؟
رد بتَلَعثُم :
-سيدي ، نحن نعرف أنك لم تنظر لها قط إلا من نظرة الأبوّة ، لكنها شرعاً وقانوناً تجوز لك ، فيمكنك أن تتزوجها وتُنجِبَ منك أيضاً ، نحن نرجوك يا سيدي ، نريد أن نرى ابتسامتك مرة أخرى، إنسى أنها قد كانت كابنتك كل تلك السنوات ، وانظر لها على أنها زوجتك ، وأنا وأمها ننتظر على أمل قبولك .
خرج من غرفته بدون أن يسمع رده ، خشية أن يزداد رفضاً، وبلحظة نَسِيَ الغني حزنه ، وأعاد ما سمع في رأسه وكأنه قد أطربه سماع ذلك ، مضت بضع ساعات ، أوقف الغني أفكاره ومشاعره عن كل شيء سوى التفكير بقول الفقير ، لحين قال لنفسه فجأة:
-ولِمَ لا؟! أنا رجل حتى لو أُقارِب عمر أبيها ، لكن لياقتي وأناقتي توحيان أني أصغره بكثير ، غير أني سأُجَدد شبابي عندما أرى ذلك الوجه البريء جانبي كل صباح وكل مساء ، وأتمتع بحلالي وأنا مرتاح البال ، وبنفس الوقت ستحبني أكثر بعد أن ترى ذلك الاهتمام الخاص مني .
وبلحظة داهم ابنه أفكاره ، كونه كان ولا يزال دائم الكره لهم ، ولا يَكُفُّ عن معاملتهم بسوء ، فلم يجد أمامه إلا أن يُخبِرَ ابنه بقراره وأن يرى ردَّة فعله ، فإن كان عدائياً سيحاول إرضاءه بأن يكتب له على حياة عينه نصف أملاكه والنصف الآخر لزوجته المستقبلية .
عاد ابنه إلى المنزل، وما إن أخبره حتى تعالت أصواته ، وبدأ بالشتائم على الفقيران وابنتهما ، والأب يسمع بصمت ، وعندما انتهى من شتمهم قال لأبيه :
-أنا لست موافق ، ولن تتزوجها.
فرد الأب :
-لا تقلق، لن أحرمك من الميراث ، سأكتب نصفه لك ونصفه لها ، قبل وفاتي .
لم يكن من الابن بعد سماع تلك الكلمات ، سوى أن يكسر كل الزجاج الذي أمامه ، ثم قال :
-الميراث كله من حقي ، ولا حق لتلك الخادمة به.
فقال له الأب بكل هدوء:
-أنا أُخبِرُكَ بقراري ولا آخذ إذنك .
صُعِقَ الابن مما سمع ، وصمت كمن سكب أحد عليه دلو ماء بارد ، ثم قال في قرارة نفسه:
-افعل ما يحلو لك ، سأنتقم منك شرَّ انتقام .
نزل الغني إلى الفقير ، ثم نده له خارجاً ، وأعلمه بقبوله الزواج من ابنته ، فتماسك ألا يقفز على الأرض فرحاً ، ثم قال له :
-حدد فقط موعد الزفاف يا سيدي .
-الزفاف سيكون في الخميس القادم ، خذ هذه النقود كي تشتروا لها ، كل ما يلزمها كعروس ، وأعطِ النقود لزوجتك في أدرى منك بذلك .
ابتسم الغني ابتسامة خجولة كمراهق شاب ، ثم عاد إلى غرفته، فَحَلَّقَ الآخر كي يُخبر زوجته الخبر السعيد، ويُعطيها رزمة النقود التي تُعادل راتبهما لبضعة أشهر.
دخل الغرفة ، واستَغَلَّ غياب ابنته ثم أعطاها النقود قائلاً:
-لقد وافق على الزواج من ابنتنا ، خذي هذه النقود كي تُجَهّزيها ، وركزي على الملابس التي سترتديها لزوجها فقط ، فقد لمّح صهرنا المستقبلي بذلك . الآن لقد ضَحِكَت الحياة لنا بالفعل ، وضَحِكَت لابنتنا معنا ، نحن من أوفر الناس حظاً في هذا العالم
فقالت له والسعادة تغمرها :
-لم يتَبَقّى سوى أنْ نُخبِرَها عند عودتها ، ودع هذا الأمر عليَّ، فأنا سأشرح لها بطريقة تجعلها تتمنى أن يأتي يوم الخميس بلمح البصر.
…..يُتَّبع
الجزء الثالث قصة تحمل في طياتها عبرة.
عادت ابنتهما من المدرسة ، بابتسامة عريضة كالمعتاد ، وعندما دخلت وجدت أمها بانتظارها على غير العادة ، وما إن جَلَسَتْ حتى قالت لها :
-ابنتي العزيزة ، لقد طبخْتُ لكِ أكثرَ الأصناف التي تُحبيها .
-هل هذا آخر يوم لي في الحياة؟!
-لا تقولي هذا عزيزتي ، أنتِ ضوء عيناي أنا وأبيك ِ ، لكن وكما تعلمين أنَّ عمل القصر لا ينتهي .
-أمزح أمي .
غسلت يديها وبدأت إلتهام الطعام ، وعندما شبعت حضَّرت لها أمها كأس شاي ، فانقبَض قلبها خشيةَ أن تكون أمها تحاول أن تخبرها بشيء سيء يخص صحتها أو صحة أبيها ، گونَ ذلك الاهتمام لم يحصل قَط.
ما إنْ ارتَشَفَتْ أول رشفة حتى قالت لها:
-ابنتي ، وكما تعلمين أنا وأبيكِ قد أمضينا شبابنا خَدَماً في هذا القصر ، ونخشى أن تكون نهايتكِ مثلنا ، وقبل أن تقولي أنَّ دراستك ستنجيكِ ، أريد أن أقول لكِ ، إنَّ العلم لا يُشبع البطون .
فقاطعتها ابنتها :
-اختصري أمي ، لماذا كل تلك المقدمات ؟!
-نحن نريد تأمين مستقبلك ومستقبلنا بآن واحد ، ونريد تزويجك من السيد الغني .
ردت بدهشة عارمة :
-الابن يكرهني ، كيف سيقبل أنْ يتزوجني ؟!
-ليس الابن ، بل الأب .
انهالت دموعها بلحظة ، ودخلت في نوبة بكاء هستيرية ، وهي تردد :
-هل جُننتي؟! كيف سأتزوج مَن اعتبرته أبي منذ طفولتي؟
ردَّت الأم محتدة :
-لا أب لكِ سوى أبيكِ ، وأي رجل آخر يجوز لكِ الزواج به.
-لست موافقة
-أنا لا آخذ رأيك ، بل أُعْلِمُكِ أنكِ ستتزوجين رجلاً غنياً وستعيشين بقية حياتك كالملكات ، لن تضطري لا لعمل ولا لدراسة ، لن تجدي رجلاً مثيلاً له بحبه ورعايته واهتمامه وإخلاصه لكِ ، وهذا آخر يوم دراسة لكِ والخميس القادم هو زواجكِ وفي حال رفضك أمام أبيكِ أو السيد الغني ، سينهال أبيكِ عليكِ بالضرب ، وسَيُزوّجك لأول عامل نظافة يصادفه عند حاوية المهملات ، ولا تحلمين بالدراسة البتة.
أيقَنَتْ آنذاك أنَّ هذا آخر يوم لها في الحياة ، فقد قرَّر والديها دفنها وهي على قيد الحياة ، وجَعْلِها في عِداد الموتى ، فاعتَكَفَت بغرفتها طوال اليوم بدون أن ترى وجهيهما ، وعند عودة الأب مساءاً قال لزوجته:
-ها ، أبشريني ماذا حصل.؟!
-لا عليك، لقد شرحتُ لها كل شيء وسأنزلُ غداً إلى السوق معها ، كي أشتري لها كل ما يلزمها .
ابتسمَ بسعادة غامرة ، وقبَّل جبين زوجته .
كانت ابنتهما تسترق السمع عليهما ، وتبكي بصمت حارق ، وكم تمنَّت لو كانت تستطيع أن تنهي حياتها في تلك الليلة ، لكن خوفها ورقّتها كانا عائقاً أمامها ، ومنذ ذلك اليوم التَزمت الصمت وكأنها أصبحت بكماء فجأة .
نزلت برفقة أمها في اليوم التالي ، واشترت لها أغلى الملابس التي لا تستطيع أنثى شراءها إلا تلك التي تلعب بالنقود .
انتهت من تجهيزها بشكل كلي في الموعد المحدد للزفاف ، ولأنَّ زوجته لم يمضي شهران على وفاتها ، قرَّر ألا يقيم حفل زفاف ، ولا يقم بدعوة أحد ، سوى أقرب المقربين ، والدعوة تكون على العشاء فقط .
وفي العشاء ، لم يسلَمْ الغني من تهامس أقرب الناس إليه، ولم يسلم الفقيران من نظرات الاحتقار ، وكلُّ العيون تنظر بشفقة لتلك الطفلة البريئة .
دخلت الطفلة لغرفة تعذيبها ، وهي تمسك يد سجّانها والإبتسامة قد أخذَتْ عرض وجهه ، كانَ الرعب يستحوذُ على روحها ، وقلبها كاد أنْ يخترقَ ضلوعها من شدة ضرباته ، غير أنَّ أمها لم تقل لها شيئاً سوى :
-نفذّي كل ما يقوله لكِ زوجك بالحرف الواحد.
…...يُتّبع
الجزء الأخير: قصة تحمل في طياتها عبرة:
أخبره الأطباء أنَّ أبيه قد تعرَّض لسكتةٍ دماغية ، والأربع وعشرون ساعة القادمة ستكون حرجة بالنسبة إليه . لم يذهب للمنزل بتلك الليلة ، واتصل بصديقه الذي يقطُنُ بالمدينة المجاورة ،كي يتشَّكره على توقيته الدقيق الذي كان سبباً بنجاح الخطة ، فحيث أنه قد اتّفَقَ معه منذ بضعة أشهر أن يقوم بمراسلته بصفة مدير شركة منافسة لأبيه، لكنها شركة وهمية ، ثم يقوم بالتواصل مع أبيه بحجة أن يتعاقد معه تعاقداً مهماً وفاصلاً في حياته المهنية ، وأنْ يتّصل به عند وصوله إلى المطار، يخبره بإلغاءه فكرة التعاقد معه ، بحجة أنه قد تشائم من الشراكة بعد تعرضه لحادث سير ، وبذلك يضمن الأبن وصول أبيه في الوقت المحدد كي يرى خيانة زوجته .
وبعد مضي أربع وعشرون ساعة ، تَبَيَّن للأطباء أن تلك السكتة ستتسبَّب بشلل نصفي دائم له ، إضافة إلى إصابته بالعجز عن الكلام أول بضعة أشهر لحين استعادة جزء ضئيل من قدرته الكلامية .
ما إن أخرج أبيه إلى المنزل ، حتى طلب من زوجته ألا تنام بالغرفة التي يتواجد بها زوجها ، وألا تُريه وجهها البتة ، حفاظاً على صحته وبعد بضعة أيام أخبر والديها أن يأتيان لزيارة أبيه، كي يرى ردة فعله لرؤيتهما، وعندما انهمرت دموعه وبدت ملامح الغضب على وجهه ومحاولاته الإيماء لهما بالخروج ، أيقن أنّ أبيه قد فهم الخطأ الذي ارتكبه من زواجه بابنتهما ، وبذلك يكون قد وصل لهدفه ، ثم استغلَّ وضعه الصحي ، وقام بجعل نفسه الوكيل على أملاك أبيه المتبقية .
أثناء تلك الأسابيع ، قام بتَجَنب زوجة أبيه ، فقد رآها كالشيطان الذي وسوس له بتلك الخطة ، فلم يتوقع نتيجتها البتة ، كونَ غايته من ذلك كانت أن يجعل أبيه يندم على قراره ويقوم بطردهم وهو بكامل صحته ، لا أن يقعد أمامه طريح الفراش، فأبيه كان بعينيه قدوة للآباء لمثاليته وتربيته الحسنة واستقامته وحبه لابنه ، فقرّر أنْ ينقل باقي أملاك أبيه لاسمه كي يقوم شخصياً بطرد زوجته ووالديها إلى الشارع ، كونهم السبب بالحال التي وصل إليها أبيه.
لم تمضي بضعة أشهر حتى استطاع ذلك ، ثم استدعى والدا زوجة أبيه وأخبرهما أنَّ حالة أبيه المأساوية كان سببها ابنتهما ، فقد أغوَته أن يكون معها بتلك الليلة التي صادفت عودة أبيه و رؤيتهما ، ولأنه قد نقل باقي أملاك أبيه قانونياً إليه فلم يعد هنالك داعي لوجود زوجته جانبه ، لأنَّ أبيه لم يعد يملك أي شيء وأصبحَ فقيراً كحالهم .
أصابهما بالجمود فلم يكن منهما سوى أن دخلا لغرفة ابنتهما وانهالا عليها بالضرب المبرح ، وقبل أن يقتلاها تَدَخَّل وأبعدهما عنها ثم أعطاهما ورقة طلاق ابنتهما ، فقد استغلَّ وضع أبيه الصحي وقام بوضع بصمته عليها .
حذَّرَ الابن والدا زوجة أبيه من الاقتراب لمحيط القصر وإلا سيُخفيهما عن الوجود . أُصيبَت بنوبة بكاء هستيرية وهي تخرج مع والديها ورَجَتْهُ أن يدعها معه ثم صرخت بأعلى صوتها ، أحبك ، فقال لها :
-يا أيتها الحمقاء ، من سوَّلَت لها نفسها خيانة زوجها ، لا تنفع للعيش كخادمة تحت قدماي .
خرجت مع والديها مكسورة القلب ، ولم تجد لها ملجأً معهما سوى أخا أبيها . أمضى بضعة أشهر مع أبيه ، يرعاه كابن له ، ودموعه لم تتوقف يوماً بسبب الحالة التي آل إليها وكل يوم كان يقول له:
-أعلم أنك تدينُ لي بالشكر الجزيل أني قد كَشَفْتُ لك تلك الخائنة على حقيقتها ، وقد انتقمتُ لكَ منها ومن والديها.
لكن عندما استعاد الأب جزءاً من قدرته الكلامية قال له :
-إنَّك قذر ، وأنا أشعر بالاشمئزاز من كونك ابني .
أصابته تلك الجملة بالجنون ، فقال له :
-سأريك الاشمئزاز على أصوله.
أهمل رعاية أبيه أياماً ، وحتى أنَّه لم يوَّظف ممرضة للاعتناء به وبنظافته الشخصية ، مما جعله يُصاب بسكتة قلبية ويفارق الحياة . أُصيبَ بأزمة نفسية شديدة لوفاة أبيه، ازدادت عندما تذكر وصاية أمه له بالاعتناء بأبيه قبل وفاتها ببضعة أيام ، مما جعله يتهاون بعمله ، ويلعب المقامرة ، ويُدمِنُ تعاطي المخدرات ، والمشروبات الكحولية ، مما جعله يخسر أملاكه تدريجياً ، وحين أودى تعبه وطيشه به للإفلاس ، فَقَدَ عقله بشكل كلي ، وأصبح يركض كالمجنون بالشارع وهو يقول:
-لقد قتلتُ أبي ، حفرتُ حفرة لأخي ، وقعتُ فيها .
انتهت القصة.
تعليقات
إرسال تعليق