القائمة الرئيسية

الصفحات

قصة وعبرة تزوجها بالطريقة التي طالما أرادها ؛ أن ترى أمه فتاة

قصة وعبرة  تزوجها بالطريقة التي طالما أرادها  أن ترى أمه فتاة

قصة وعبرة  تزوجها بالطريقة التي طالما

تزوجها بالطريقة التي طالما أرادها ؛ أن ترى أمه فتاةً في إحدى المناسبات من عائلةٍ مماثلةٍ لهم ، وتُعاينَ أدَّق تفاصيلها وتتأكَّدَ أنها مطابقة للمواصفات التي يُحبها ، فقد كان همُّه الوحيد هو الجمال والنسب ، فلم تَدم الخطوبة سوى بضعة أسابيع ، لأن حاله المادي كحال عائلتها كما يقولون " فوقَ الريح"


، ولأنها كانت تُعامَلُ كأميرة ببيت أهلها ، وكلُّ كلامها مُطاع ؛ زوَّجوها رجلاً بنظرهم حلم أي فتاة" جمال ومال" كي يلبي طلبات ابنتهم التي لا تنتهي فلا تشعر أنّ وضعها قد تغيَّر عليها ولو بمقدار ذرَّة ، لتبدأَ بعد زواجهما بأسبوع واحد رحلةَ المشاكل


، فقد كان رجلاً يرغبُ إنْ قالَ لزوجته أنَّ اللبن أسود ، يجبُ أنْ تقولَ لهُ معكَ كل الحق ، وهذا الذي لم تعْتَد عليه ، فقد كانت ترى موافقتها له على أي طلب تعني الرضوخَ له ؛ وأوَّل مشكلة كانت عندما قال لها بشكل مفاجئ:
-لقد وعدتُ أهلي أننا سنذهبُ اليوم مساءاً لنسهرَعندهم فانتفضت غاضبة وعَلا صوتها وهي تقول :
-مساءاً يعني بعد ساعتين ؟! ولمَ لم تُخبرني قبل يومين، افرِضْ أنَّ لا رغبةَ لي بالخروج من المنزل ؟!
فاشتَعَلَتْ نيران الغضب داخله ، فلم يَجِدْ نفسه إلا وقد ضَرَبَها كَفَّاً أخْرَجَ الشَّرار من عينيها ، وشَلَّها عن الحركة بضع دقائق، فلم يستطيعا الذهاب كيلا يرى أحدّ علامات أصابعه على وجهها فلا يستطيعا تبرير ذلك أمام أهله ، فاعتذر منهم بحجة أنها مُتعبة قليلاً .


لم تقف المشاكل عند تلك المشكلة ، فبكل اختلاف بينهما ، وحتى إنْ جَلَبَتْ شيئاً للمنزل بدون علمه وموافقته عليه كان يضربها بعد مشادَّة كلامية بينهما ، وعندما تحاول رد ضربته أو تدعو عليه ،كان يتحوَّلُ ضربه لها لضربٍ مُبرِح.
لم تكن تُخبرُ أحداً من عائلتها حتى أمها ، ولا عائلته، خشيةَ أن تهتَزَّ صورتها أمامهم ، وحتى إن اضْطُرَّتْ أن تُقابل أحداً وعلامات الضرب على وجهها كانت تُبَرّر ذلك بأنها وقعت من السلم أو اصطدمت بالجدارأو بعمود ٍأو بأحد المارة في الشارع أو سقطت عليها حَلَّةٌ في المطبخ ، فكانوا يُرجّحون كل الحوادث التي تحصل معها للعَين التي أصابتها بسبب زواجها من فارس أحلام كل فتاة .

ومع مرور الأشهر لم يتغيّر بينهما شيء، فبكل مرة يَضربها بها كان يُصالحها بقطعة ذهب أو ملابسَ غالية الثمن مع خُروجةٍ لأفخم المطاعم ، فكانت تُفَوّتُ له كلَّ شيء، فلم يتغيَّر أحد منهما ، ولا أوصلا نفسيهما لحلّ يُرضيهما ، غير أنهما كانا رافضان أن يُدخِلا أحداً من عائلتيهما بينهما ، فكانا مع فكرة أنَّهُ لا يجبُ أن يَعرِفَ حتى أقربُ المقربين بخصوصيات بيتهما، لحينِ أنجبَتْ مولودهما الأول .
يُتَّبع.

قِصَّة وعِبْرَة: التكملة

ولأنهما كانا في حالة هُدنة ، مَضَتْ بضعةُ أشهرٍ بعد ولادتها، كنفس أشهر حملها ، فقد تجَنَّب الحديثَ معها خشيةَ أن يؤذي غضبها ولي العهد وهو جنين في بطنها ، وبنفس الوقت قد تَجَنَّبَتْ أن تقوم بأيّ فعلٍ قَدْ يُثيرُغَضَبَهُ خشيةَ أن يضربها ضربةً تُودي بحياة جنينها ، فقد كان سبب قبولها للزواج وخسارةَ دلالِ عائلتها ، هو أن تُصبحَ أماً .
اعتادا على ذلك الحال ، لحينِ جاء اليوم الذي أيقنَ بهِ أنه قد تعرَّضَ لعملية نصب في عمله ، فعاد إلى المنزل وهو يستشيظ غضباً ، وكان عازماً ألا يُخبرها خشية أن تَتَفوَّه بكلمة ساخرة تجعله يودي بحياتها ، فدخل كالمعتاد في وقت الغداء ليتفاجأ أنها لم تطهو شيئاً، فَرَمْجَرَ غاضباً:
-أين الطعام يا عديمة الفائدة.
فكانت آخر كلمتين كفيلتين بإعادة تذكيرها بطبيعتها التي اعتادَتْ عليها ، فصرخَتْ قائلة:
-من عديمة الفائدة ، يا صاحب اللسان الطويل ، لو عَرِفْتُ أنكَ قليل التهذيب لما تزوجتك.
كانت تلك الجملةِ كفيلةً بجعلهِ ينقلبُ لرجل آخر ، فأصبح يضربها بلا وعي واستمر ضربه لها وقتاً لم يأخذهْ قط، مما جعل الجيران يهرولون بسبب صراخها وكادوا أن يكسروا الباب وهم يقولون :
-ستقتلها اتق الله لديكما ولد .


مما جعلهُ يعود إلى رشده بلحظة وفتح الباب فهرولت النساء إليها وعندما رأَيْنَها مُلقاةً على الأرض وقد أوشكت أن يُغمى عليها وهي عاجزة عن الحركة ، نَقَلْنَها إلى المشفى مع أزواجهن الذين كانوا بانتظارهنَّ عندَ الباب ، وزوجها واقفٌ كتمثالٍ مُحَنَّط من هول الصدمة ،فحمَلَت إحدى الجارات ابنه ووقَفَتْ مع زوجها كي تتصل بأم جارتها لأنها كانت على معرفةٍ بها.
هَروَلَت عائلتها بذعر إلى المشفى ، التي كانت قد طلبت الشرطة للتحقيق ، وعندما شَهِدَ الجيران أنَّ زوجها الجاني ، قاموا بالقبض عليه ، وزَجّه بالسجن.
وبعد أنْ حَدَّدَ الأطباء وقتاً إنْ لم تصحو خلالهُ ستدخلُ بغيبوبةٍ ربما أبدية ؛ أفاقَت بأعجوبة ، وكأنها كانت تُعاركُ الموتَ كي لا تدع ابنها يحيا بدونها .



مضت ساعاتٌ استرجَعَت المرات التي ضُرِبَتْ بها لحين آخرمرة ، ورأت أنها كانت تُهانْ لرفضها أن تعيشَ كجاريةٍ عنده ، فهي لم تحتمل نعتها بعديمة الفائدة كونها لم تطهو بسبب انشغالها بابنها ، ولآخر وقت كان تعتقدُ أنها ستستطيع طَهوَ أي شيء سريع قبل قدومه ، فلم تُخبرهُ أن يُحضِر شيئاً معه لأنها كانت تعلم أنَّه يمقُتُ تناول وجبات الطعام الجاهزة ، لأنه بكل مرة يأخذها للمطعم كان لا يشرب سوى فنجان قهوة ويطلب لها الطعام .
وتذكَرت بأنّ خوفها الذي طالما خشيَتْهُ أنْ يحصل قد حصل ؛ فقد اهتَزَّتْ صورتها أمام عائلتيهما ، مما جعلها ترفع دعوى طلاق إلى جانب محاولة القتل العمد ، واستطاعت أن تأخذَ الحكم بالطلاق البالغ السرعة بسبب التقرير الطبي إلى جانب حضانة ابنها ، وبعد ذلك تَنازَلَتْ عن حقها لأجل ابنها ، ولكن أُطلِقَ سراحه بعد أن أمضى مدة أقل من التي سيمضيها لو لم تتنازل عن الدعوى .


ولأنَّ كل الناس أصبحوا على علم بأنَّ زوجته لا تحترمه ، مضى كل يوم له في السجن وهو يزداد كرهاً لها ، فقد كان يجدُ أنَّ كل الحق معه بضربها لعدم احترامها له ، وحتى لو بالغَ آخرَ مرة فلديه عذره ، وما إن خَرَجَ حتى تزوّج امرأة من اللواتي يَحلُمْنَ به بعد أن ألقى كل اللوم على طليقته، التي عاشت بقية حياتها تُرّبي ابنها خشية أن يَحرمها منه بأي طريقةٍ إن تزوجَتْ ، وربَّتْهُ لأنْ أصبحَ شاباً فرفضَ تركها والعيشَ مع أبيه ، ولم يأخذْ أياً من صفاته ، إلا شكله الوسيم.
أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع