قصة مؤثرة جدا خرجت من عيادة الطبيب بعد أن أخبرني بتدهور حالتي الصحيّة وأوصاني بالانتباه الجاد على صحتي
وطلب مني أيضاً التوقف عن التدخين نهائياً..
خرجت من العيادة متوجهاً لمنزلي القديم هنالك حيث يُقيم والِدَاي وما أن وصلت إليهم حتى طردني أبي موجهاً لي بعض الشتائم..، حتى أمي أيضاً قالت لي بوجه غاضب: أُغرب عن وجهي أيّها العاق..
وبعد خروجي الذليل من منزل أهلي توجهت لمنزل أخي الأكبر الذي يقيم مع زوجته وأولاده في منتصف المدينة..
وما أن رأاني أخي على باب منزله حتى لكمني على وجهي لكمةً اوقعتني على الأرض من شدة قوتها..، ثم أغلق باب منزله بقوة تاركاً إياي مرمياً على الأرض..
استجمعت قواي المنهارة وخرجت محتفظاً بما تبقى من ماء وجهي وتوجهت الى منزل أختي الصغرى..
لطالما سمعت بأن الأخت هي أحنّ أفراد العائلة على أشقتها..
لكن زوجها طردني من منزله بعد إهانتي ببعض الكلمات القاسية ولم تبدي أختي أي اعتراض على إهانة زوجها لي..
خرجت من عندهم قرابة الغروب وتوجهت نحو الحديقة العامة لأقضي ليلتي مستلقياً فوق مقعد من مقاعدها الخشبية العتيقة..
ولكن حارس الحديقة طردني أيضاً موجهاً لي الإهانات والشتائم..
خرجت من الحديقة.. جلست على حافة الطريق.. أخرجت علبة السجائر الأخيرة من جيبي.. أولعتُ سيجارتي الأولى.. وتبعتها بسيجارةٍ ثانية.. بدأت أنفاسي تتباطئ شيئاً فشيئاً ثم أخرجت الثالثة وسحبت بعضاً منها.. تنهدّت بقوة.. وبدأت أسمع دقات قلبي تتباطئ ثم أغمي علي..
خرجت روحي من جسدي ورأيت بعض المارة ينتشلون جثتي الى أقرب مشفى..
قامو بتفتيش جيب معطفي كي يعرفوا هويتي.. وبعد قليل من الوقت اتصلت موظفة الاستعلامات بأبي وأخبرته بنبأ موتي..
مضى بعض الوقت ودخل أبي للمشفى برفقة عائلتي..
كان ابي حزيناً جداً وأمي تبكي بشدة وهي تحتضن أختي التي لم يسبق لي أن رأيتها بذلك الحزن وكان أخي الأكبر يصرخ ويضرب في نفسه..
نعم أعلم أنني قد أخطأت حين شربت الخمر وتقامرت في الحانات وأنفقت أموالي على الراقصات حتى بت مشرّداً ولكنني لست المخطىء الوحيد في النهاية..
_العبرة في هذه القصة أبسط من أن أكتبها لكم ولكن هنالك سؤال لطالما كان يراودني.. لماذا لا نغفر أخطاء الآخرين قبل موتهم..؟
أيعقل أن الرحمة خُصّصت للأموات دون الأحياء..!
_من سلسلة ذاتَ ليل
تعليقات
إرسال تعليق